Saturday, September 19, 2009

Quito, Ecuador

Pictures from my trip to Quito on July 2009
























Sunday, August 30, 2009

The Persuit of Happyness

"Don't let anybody to tell you, you can't do something.. People can't do something themselves so they want to tell you that you can't do it. If you want something, go get it period" Will Smith. :)

Thursday, July 30, 2009

خبز وفلفل

في معظم الاحيان كانت تلبس شوال او جلبية لونها زهر بدرجات مختلفة ، مرات زهر داكن ومرات زهر فاقع، وتغطي راسها بشال ابيض معروف باسم الشاشة ومن يعرف الشاشة يعرف النصف الثاني للشاشة واللي هو الداير، الداير عبارة عن قطعة قماش سوداء مثل التنورة بس من البطن الى كعب القدم.
اول ما تدخل من باب مدرسة ابوعاصي اول شيئ حتشوفه على ايدك اليمين هو ام سعد قاعدة على باب الكنتين ورى بسطة الحاجات. الحاجات هية الكرونة الشومر والشيبس والحلو والليدن وكل هاي الاشياء اللي بتيجي في علب وتقريبا معظمها اله طعم حلو. ووراها باب بتحس انه باب الهاوية لانه الغرفة عتمة جدا وقديمة جدا وهادا تحديدا هو قلب الكنتين، تقريبا هاي الناحية ما حد بيشوف منها الا ام سعد والاكتر من الشوف هو السمع لانه ام سعد صوتها حاد ومزعج ودايما بتصرخ علينا.
الناحية المقابلة من الكنتين لساحة المدرسة كان فيها شباك، هادا الشباك هو الهدف ل٦٥٠ طالب بيطلعوا فسحة او الفورسة مدتها ١٥ دقيقة والهدف هو الوصول للشباك عبورا بجسر من اجساد الطلاب او الاطفال المتراكمة فوق بعضها على شكل نصف تفاحة محورها هو فتحة صغيرة في اسفل الشباك ، تمد ايدك وفيها نص شيكل بتطلع بسندوش فلافل. بعد ما تاخد السندوش ايدك بتنطلق تحاول ان توصل عنان السماء في ارتفاعها بتحاول تبعد السندوش عن انه ينهرس بين الاجساد العاصفة ببعضها.
بعد ما تطلع من الالتحام العظيم وتلاقي ماتبقى من ازرار قميصك الازرق صارت تغطي ظهرك بدل صدرك، بتمسك السندوش بايديك التنتين وعلى وجهك بسمتين، الاولى حصولك على السندوش بس البسمة الاكبر هية بسمة الظفر بهادا السندوش.
الجميل في كنتين ابوسعد انه احيانا بعد ما توصل للشباك تلاقيه بيحكيلك انه خلص الفلافل، وطبعا لازم ترجع بسندوش فكان يعطينا رغيف الخبز السخن ومن غير ما يفتحه يثنيه وفي الوسط يحط ملعقة فلفل احمر او ما يسمى الشطة. وللاسف او لحسن حظنا انه كان غشاش في الفلفل فكان يحط عالفلفل مية علشان يضاعف الكمية، والفلفل يشرشر من الناحيتين او بالاحرى المية الحمرا وتاكل السندوش بقمة المتعة لانه الخبز سخن والفلفل حار ونور على نور او نار على نار.
والسلام ختام

Thursday, July 2, 2009

كل واحد بقطينه بيقطن


في مدينة كيتو عاصمة الاكوادور بامريكا الجنوبية، حين وقفت على الشرفة في مطعم يوناني اسمه موزاييك او الفسيفساء، المشهد يجذب الالباب من شدة جماله، المدينة بين مجموعة من الجبال الشاهقة والليل لباس الامسية، والاضواء منثورة على ارتفاعات متباينة ترسم تضاريس الجبال. البيوت منشأة من الاسمنت وفي الغالب من عدة طوابق، الشوارع جدا ضيقة فتكاد تتسع لسيارة او اثنتين بالاكثر لذا انوار الشوارع تضيئ المباني اكثر مما تضيئ الشوارع. اسطح المنازل من القرميد احمر او بني اللون على شكل هرمي. شيئ جديد بالنسبة لي ان هناك فتحات في الاسطح مغطاة بالزجاج لانارة المنازل من الشمس، انارة طبيعية. بينما انا اقف واتامل بعض التفاصيل هنا وهناك لاحظت بيت قريب على مرمى البصر، استطعت ان ارى من يقطنون المنزل من خلال الفتحة الزجاجية.
رايت احدهم يجلس على كنبة وكانه يشاهد التلفزيون واخرون يتحدثون، طاولة صغيرة تتوسطهم عليها طعام لم استطع تحديده، لكن لا احد ياكل منه، اناس ياتون او يذهبون الى هذه الغرفة وحركة نشطة في المكان.
عدت الى طاولتي في المطعم واتممت عشائي ثم ذهب الى الشرفة مرة اخرى، نظرت الى ذات المنزل فوجدت رجل وثلاثة نساء يلبسن معاطفهن ويضعن لفحات حول اعناقهن وياخذون جانب من الاخرين وبدا لي انهم ضيوف على هذه العائلة وآن وقت رحيلهم.
في هذه الجمهرة العائلية تذكرت الروتين اليومي في بيتنا، كل يوم تشاهد مثل هذا المشهد في الصالون بعد العشاء تقريبا، التلفزيون بصوت عالي، احد الاخوة يتناول الغداء وقت العشا لانه لم يكن بالبيت وقت الغداء، اخرين يتحدثون في اي شيئ، جارتنا اتت لتعيد الطبق او رغيفين خبز اخدت مقابلهم في الصباح واخذت القصص تتوالى بينها وبين امي وبين كل قصة وقصة تقول بدي اروح وامي تجيبها خليكي ايش وراكي، ابي يحاول ان يظهر انه مشغول بشئ ما واخ اخر يطلب من اخواتي اخلاء الصالون للحظات الى ان يمروا اصحابه من باب البيت الى غرفته، ابراهيم واحمد يتشاجران على ريموت التلفزيون علما انهما متفقان على قناة سبيس تون لكن كل يحب ان يسيطر على الريموت، عمي زياد يطلب بالتوالي من كل واحد موجود بالصالون ان يقوم ليفتح له صنبور الماء. باختصار حفلة وقايمة كل ليلة، وكل ليلة مغامرة او موضوع او شخصية للامسية. وافضل تلخيص لهاي الحالة مثل امي بتحكيه "كل واحد بقطينه بيقطن- بكسر وتشديد الطاء في بيقطن-" ومعناه كل يغني على ليلاه.
اعتقد انه هادا الفيديو حيعطيك فكرة لو انصتت.

Tuesday, June 16, 2009

لذة الخوف

مشهد من المشاهد اللي موجودة بوضوح لحتى الان بذاكرتي هو منظري وانا بتفعفل في الارض وبعيط بغل وغيظ لانه ستي ركبت في السيارة من غير ما تاخدني معها، كانت في بعض الاحيان تاخدني معها بس مش ذاكر شو اللي اعطاني امل كبير ذاك اليوم اني حاطلع معها. لكن ما اذكره تماما هو النشوة والمتعة اللي كنت اشعر فيها وانا راكز راسي على شباك السيارة وبقرا كل لافتة لكل محل حلويات، دكان، محل الكترونيات، او حتى عيادة دكتور، كانت الاشياء عادية، عواميد كهربا او ابواب محلات او بلاط ارصفة مختلفة بس كانت كلها بالنسبة الي اشياء اخرى لانها اشياء تختلف عن ما هو موجود في معسكر الشاطئ. ليس المقياس هنا افضل او اسوأ المقياس هو الاختلاف فقط.
انا مواليد ١٩٨٣ وستي توفت سنة ١٩٨٩. الى ان اصبح عمري خمس سنوات كانت تقريبا معظم طلعاتي مع ستي رحمة الله عليها. وانا في سن خمس سنوات تقرر ذهابي الى (الروضة) الحضانة، الكي جي بي، مش مشكلة الاسم هي الروضة والهدف منها تاهيل لدخول المدرسة :). حبيت الروضة اول ايام، في تجربة جديدة وفي اولاد غير احمد ابن جيراننا احكي معهم والعب معهم، بنفطر في الروضة فطور كرهته كان عبارة عن رغيف بيتا وبيضة مسلوقة وموزة في يوم وحبة تفاح في يوم تاني والتفاح كانت فيه نكهة البيض لانه كان بين البيض. كانت هاي الروضة تابعة لوكالة الغوث لاعانة اللاجئين وعلى كل الاحوال الاكل كان لازم ناكله غصب عننا، والاسوأ كان زيت السمك كانوا يعطونا زيت سمك كتير لنبلعه. لكن سرعان ما مليت من الروضة لانه خلصت استكشاف ما فيها في اسابيع وكان لازم نضل فيها سنة واصبح كل شيئ ممل الالعاب والشجرات اللي بتضللنا واسوار الروضة المدرسات البنات والاولاد كل شي صار ممل.
الغريب اني كنت امشي كل يوم من والى الروضة بنفس الطريق دون اي تغيير كانني كنت مبرمج على هادا الطريق، يمكن الخوف من اني اضيع، العالم كان في خيالي كتير صغير صغير صغر شارعنا والشارع اللي ورانا والحارة هي الفلك الاكبر اللي بادور فيه، فكان اي خروج من هاي الدائرة قلبي يصير ينبض بسرعة واحس اني اصبحت قريب من حافة العالم او حافة الهاوية والخوف كان يتملكني والف حالي وارجع للحارة او للشارع تبعي.
اجت المدرسة وصعقني عدد الطلاب في مدرسة ابوعاصي الابتدائية اكثر من ٦٠٠ طالب في المدرسة طيف عظيم من الوجوه ومعظمها غريب عني وكتير منهم من جيلي بس ما بعرفهم فكانت الاثارة تسيطر على جوارحي في المدرسة. ونتعلم الطابور ونلبس الزي، قميص ازرق سماوي وبنطلون كابوي. وممنوع نطلع من الصف للحمام الا باذن الاستاذ، و٣ حصص بعدين فورسة بعدها بنكمل ٣ حصص تانيين. واو المدرسة كانت اشي عظيم وكانت اشي ضخم جدا بالنسبة لعالمي البسيط والصغير.
في كل مرحلة وفي كل نقلة في نقلاتي من الحياة بتذكر مقدار الخوف اللي بيتملكني في اول يوم بحاول افوت شارع جديد او حارة جديدة او مرحلة جديدة لكن في كل مرة باتطلع ورى ظهري باتيقن اكثر انه لسة في كتير لاستكشفه وفي اكتر لاتعلمه وانه ذاك الشعور بالخوف من الجديد والمجهول بيصبح لذة، تشتاق الها وممكن تدمن عليها. ولو رجع كل واحد مننا وراجع نقلات حياته ولحظات الخوف من الجديد او المجهول حيبتسم ويشعر بالانجاز او النضوج.
والسلام ختام

Tuesday, June 9, 2009

رز ابيض

كنت في كتير مرات اتمنى اشتري بنطلون او قميص ابيض او بلوزة بيضاء، ولانه امي اللي كانت تشتريلنا كل شي ولانه شخصية امي مش قوية الا شوية فكان الخيار خيارها واذا اقتنعت بوجهة نظري عملتها واذا ما اقتنعت كانت ردة فعلها تقريبا طز فيك وحاشتريلك على كيفي عجبك البس ما عحبك الله لا يجعلك ما تلبس :) والجميل انها احيانا تحاول تكون دبلوماسية معي باذكر انه عدة مرات واحنا في محل الاواعي تتطلع فيه وتغير نبرة صوتها الي نبرة التفاهم والانساط وتقولي بمنتهي الحنان ياما والله الابيض بيغلب في الغسيل ما انت عارف وبعدين الله يرضي عليك انت نوري والله ما بيلبق لك الابيض، لشو بدك الابيض علشان وانت بتلعب قلول (هي الكرات الزجاجية) ولا على شرشحتك وانت دايما تاكل بندورة حاف ياما والله لو بينفع كان شريتلك اياه بس والله ما بيلبقلك. كانت تفحمني في هاي الجملة وتقنعني بكل احترام وهدوء اني معفن علشان ما تشريلي ابيض. والحقيقة المرة اني لما كبرت وصرت اشتري اواعي على كيفي صرت اشتري ابيض، والغريب اني عمري ما اشتريت ابيض وحبيته الا في كل مرة البس القطعة بسرعة جدا يصير اشي واحتاج اني اغيره ، مثلا اكل بندورة بالحبة من غير ما اقطعها واللي جرب ياكلها -(فغم) بفتح الفاء وكسر الغين- بيعرف عن شو بحكي او اكل اسكمو فراولة، او ييجي صدى عالبنطلون او او او..
سلمت تقريبا بالحقيقة المرة الى ان صارت تزبط معي اني البس ابيض ويمشي الحال ، اول امبارح طبخت اكلتي المفضلة البازيلا بصلصة البندورة مع رز ابيض وامبارح روحت من الشغل بدري وغيرت اواعية ولبست شرط ابيض بحبه :) وبلوزة كحلي وكان باقي بازيلا فسخنتها واتذكرت كلمة امي فاخدت الحيطة والحذر ودرت بالي والحمد لله ما شروطت علي حالي ، اخدتني النشوة بالسعادة والانجاز وقررت اني اغسل الصحون ، وانا بغسل الصحون وقعت المغرفة على الارض بس قبل ما توصل الارض انمسحت بالشورط وتركت بقعة محترمة من الصلصة على الشورط وكان فيها كمية من الرز الابيض فانتثر الرز عالارض. ضحكت وقلت شكله كلمة امي يجب ان تكون انه ما بيلبقلي الابيض.
غسلت الشورط بسرعة قبل ما تنشف الصلصة ورجعت اكمل تنظيف فقعدت انظف الرز فكان لازم الم الرز بالحبة فتذكرت جملة. لما كنت في الدكان بما اني كنت اشتغل في الدكان من سادس ابتدائي الي الثانوية العامة فحدث انه كتير مرات اسكب بالخطا عالارض سكر، رز، عدس او اي من البضائع القابلة للاندلاق :) فلما كان ابوية يشوف هاي الوقائع كان بعد العلقة او الكف او ما تيسر يحكيلي: تفضل.. لمهم حبة حبة برموش عينيك. هنا كنت اشوف العبارة لمهم برموش عينيك عبارة جميلة بس المقام اللي قيلت فيه مقام مش جميل. والشغلة التانية انه كان لازم يحكي تفضل قبل ما يحكي الجزء التاني يعني متل امي كمان في نوع من الادب والاحترام في قلة احترام الاحترام.

Saturday, May 30, 2009

احبال الغسيل

في مدينة ابوظبي اللي بينشر غسيل على البلكونة او الشباك البلدية بتعطيه مخالفه اظن قيمتها ٥٠٠ درهم، وفي الولايات المتحدة بشكل عام وفي المدن وتحديدا في هيوستن ينظر لمن ينشر غسيل على بلكونة او على الشباك على انهم (نور، بيئة، او اختر ما شئت من مفردات تدل على عدم قبول هادا السلوك). في غزة ولاكون اكثر تحديدا في معسكر الشاطئ اذكر انه احبال الغسيل جزء مهم من حياتنا.
ممكن انه هامش بالنسبة لكتير من الناس واحيانا ما عمرهم فكروا فيه او انتبهوا انه فيه حبل غسيل ، بس في دارنا الوضع كان مختلف. امي كانت دايما عندها مشكلة احبال الغسيل مش محلولة ومرة تطلب مني ازبطلها احبال الغسيل وارتبهم واحيانا تفتعل مشكلة مع ابوي ومرات يصير نكد واحنا ننضرب علقة محترمة من ورا حبال الغسيل. لكن اللي انتبهتله انه امي كانت تعبر عن عدم رضاها عن بيت المعسكر بحبال الغسيل ، ولشو بدو يعجبها بيت المعسكر، لللي ما بيعرف بيوت المخيم او المعسكر فهو بيت بيفصله عن بيت الجيرات سور او حيطة سمكها ٢٠ سنتيمتر يعني بتسمع جارك وجارك بيسمعك كانه كل واحد في غرفة تانية.
السطح عبارة عن الواح كرميد او اسبست وهاي الالواح هيه شكل متقدم من اشكال (الصاج او الزينكو او الواح المعدن) والخليط مكون من مادة الاسمنت وبعض الالياف لتعطيه صلابة ولتخليه ما يصدر صوت متل الصاج. طبعا في الصيف بيعطي حرارة زايدة وبالشتا كانه مش موجود يعني البرد على ودنه لكن في اله ميزة رائعة انك بتسمع صوت المطر كانه سمفونية ناهيك عن انه كننا نلاقي المطر بينزل من اماكن ما انزل الله بها من سلطان وبنصير نحط طناجر علشان نجمع قطرات المطر ومرة تنزل النقطة على التلفزيون فتغير موقع التلفزيون او سريرك ،، لحظة لحظة ما كان في سرير، كانت فرشتك فتحمل فرشتك وتنتقي مكان بين طنجرتين او تلاتة وتستقر في بقعة جافة. هاي الميزة كمان بتصبح عيب مثلا في شهر فبراير شباط (الخباط) لما القطط بتتزاوج وبتصير تجري على (السواطيح) جمع سطح ما بتكون سمفونية بتصير فلم رعب.
وفي الصيف البيت بيكون بيجنن لانه في وسط البيت ما يسمى (قاع الدار) عبارة عن مساحة مفتوحة من البيت من غير سطح وهاي بتكون قعدة السمر في ليالي الصيف. والابواب والشبابيك من زمان وهما هنا :) يعني من زمان كتير للحد اللي بتلاحظ انهم تعبوا كتير بس موجودين وماشي حالهم.
امي ما كانت تلوم اي حد على كل هادا بس كانت بدها احبال غسيل في الشارع جنب باب الدار بشكل لائق ومرتب ومنظم. لانهم متل الباب واجهة الدار.
في ١٩٩٩ شدينا العزم والهمة وهدينا بيت الاسبست وبدنا بيت باطون اله اساسات وفي محلات على الشارع وبعدين البيت فوق، تقريبا ما كان مع اهلي اشي من تكلفة البناء بس دبروها ديون وقروض وقصص من هاي وبنينا وصار عندنا ارض باطون وسطح باطون مسلح ، لكن ما كان عندنا ابواب للغرف على الاطلاق، ما عندنا شبابيك وكننا حاطين نايلون لنسكرهم في الشتا، ما في بلاط، الحيطان احجار خام مش موجودة الطبقة الناعمة( القصارة) ومش مدهونة كمان ، لكن بيت باطون. سنة ورى سنة من ١٩٩٩ الى سنة ٢٠٠٤ الى ان تم البيت وركب اخر باب لاخر غرفة.
الغريب اني لاحظت انه امي في الخمس سنوات هاي عمرها ما جابت سيرة احبال الغسيل وصارت هية تعمل احبال الغسيل بنفسها وما تطلب مني او من ابوية او من اي حد من اخوتي، ومع انه الحبال اللي عملتهم شكلهم فوضوي مقارنة في الحبال اللي احنا عاملينهم وما كانوا يعجبوها بس ما لامت حد وكانت تنشر الغسيل وهيه مبسوطة، فعلا ما كانت دايرالي المشكلة كانت انه بدها بيت على كيفها ومش مشكلة حبال الغسيل بس لما كان البيت مش على كيفها كانت حبال الغسيل هية العلاقة اللي تعلق عليها كل مشكلة تفتعلها وبحبك يا نوال (ام خليل) بس بحب بيت الاسبست اكتر من بيت الباطون.
والسلام ختام

Thursday, May 28, 2009

مازن عبد القادر ٢

أول ما عرفت مازن كان عمري ١٢-١٣ سنة ، اولاد صفي في مدرسة الرمال الاعدادية واهلي واولاد الحارة هاي كل دائرة العلاقات الاجتماعية اللي كنت ادور فيها. مازن بدأ معنا الكورال بس بعد سنة او تنتين من التدريب والتعب والمتابعة كبروا البنات اللي كانوا معنا في الكورال واهلهم بطلوا يبعتوهم عالمؤسسة بعد هيك لانه البنات حتصير اعمارها ١٥ سنة..لسة ما صاروا بس حيصيروا، وهادا يعني انه مش مفروض تضلها البنت تطلع وتنزل ولازم تنضب، هاي هية الثقافة العامة في غزة. وهنا حابب اوضح انه البنات بيروحوا المدارس وبيروحوا الجامعات بعدها بس هاي الامورة مبررة من وجهه نظر الاهل لكن مؤسسة علشان قراءة وأغاني كان الامر يعتبر بشدة ما اله داعي.
كانت هاي المشكلة قاصمة لظهر مازن وطموحه في تكوين فرقة ذات قدرات مميزة، وبالتالي ترك الجمعية بعد ما الجمعية تركته وانا طلعت بمعرفتي اله كصديق واعتقد انه هو كمان بادلني ذات الشعور.
واستمرينا على اتصال سنة بعد الاخرى ومرة يسافر ومرة يقعد في غزة والسنين تركض من حولنا ، وغزة بتتغير بقوة واحنا بنقعد نفس القعدة بس في مكاتب مختلفة لانه الوزارة كانت كل شوية تغيرله مكتبه لانه قسمه كان يعتبر مش مهم فيحطوه كل شوية في مكتب غير، ويضحك مازن ومستمر يحكيلي عن الموسيقيين والملحنين والموسيقى بكل احاسيسه وجوارحه واحيان اخرى نحكي عن اعلانات التلفزيون ونضحك على ذكاء افكار الاعلانات وجمالها ومثلا يقولي شفت اعلان معجون اسنان كولجيت اللي لما شاب بيبتسم للبنت بيخليها تضرب في عمود الكهربا وكيف انه ضربتها في عمود الكهربا طبيعية جدا ويعلق بعد ما يضحك من كل قلبه "اولاد اللزين" كان حرف الذال يحكيه زين وهاي من اثار دراسته بمصر.
كان دايما يحلم انه يعمل الفرقة الموسيقية بغزة ودايما لما تيجي مساعدات الات موسيقية من الدول المانحة كان يوزعها على ناس ومؤسسات كان مقتنع انه ممكن يعملوا اشي ويكونوا نواة لشغل موسيقي معقول في غزة ، بس للاسف مرات كتيرة خاب ظنه والناس اللي وثق فيها اثبتتله عدة مرات انها مش على قدر هاي الثقة.
ودارت الايام وسافر مازن على مصر ليتزوج اميرة واجا على غزة واجت معه اميرة وكانت اسم على مسمى اميرة، وانشغل مازن زيادة ووقته صار ضيق.
كنت اشتغل في صيف ١٩٩٩ في مطعم على بحر غزة (السودانية) تحديدا واجا مازن هو واميرة واخوها ووالدتها ليقعدوا شوية عالبحر، كنت مبسوط كتير بحضورهم مع اني عارف انه المطعم كان دون مستواهم الا اني حاولت على قدر ما استطيع اني اخليهم يقضوا وقت حلو بس بالرغم من اني ما شفت من جميعهم اية عدم راحة الا اني عارف انه كان كل شي دون المستوى.
بديت اسافر برة غزة للامارات وروحات ورجعات وبعدها الجامعة ومازن صار يدرس بالجامعة بالاضافة للوزارة ، كنا دايما على اتصال بس صرت اشوفه في فترات متباعدة لانه صار مازن ابوشادي -وابن البط عوام شادي نهفه متل ابوه- وبهيك صرنا كل وين ووين لتيجي فرصة لاشوف مازن.
في ٢٠٠٤ مازن كان بيشتغل مع وائل اليازجي على فرقة وبدا حلم مازن يتحقق اخيرا، الفرقة صارت تتشكل تقريبا ١٨ شاب وبنت فرقة عزف ودبكة فرقة لتحيي وتحفظ الفلكلور الفلسطيني. كل الشؤون التقنية المتعلقة بالكمبيوتر عند مازن كان يرميها عليه واحتاج اني انزل برنامج موسيقي في الوزارة ورحت وكانت الفرقة كاملة حاضرة. انا قعدت عالكمبيوتر وما بعرف حد ومازن مش فاضيلي فكنت استمتع بالعرض وادرس ما عيني ترى كانها خشبة مسرح وانا بشاهد وبسمع بكل انتباه.
واضح انه الشباب والبنات من خلفيات جدا متباينة من غزة والواضح انه كل فرد منهم عنده الطاقة والحماس لانه يعطي بكل احساسه لهاي الفرقة وكان مازن متل المحرك ، وكان القائد. شفته مازن نفسه الجنتل مان اللي بيفرض احترامه على الجميع شو ما كانت خلفية الطرف الاخر وفي نفس الوقت كان مازن الشاب الكوول والشخص المتواضع والمرن الساخر.
كان النقاش انه في حفلة وانه بدهم يشتريوا بدل وكانوا بيحكوا عن لون البدل والجزم وهاي التفاصيل وكان الكل مجمع على انه مازن هو الزلمة التشخيص فانه هو يختار بس كانوا بعض الشباب يمزحوا وينكشوا ويخففوا دم. نزلت البرنامج واتمنيت اني اكون جزء من هاي الجمهرة العظيمة اللي اسرت قلوب هاي الطاقات واجمعتهم على هدف واحد. الشباب والبنات اللي كانوا موجودين كل واحد ووحدة منهم وراها قصة انسان بما تحتوي من افراح واحزان، ضحكات وجروح، بس تركوا كل هادا خلف ظهرهم مجرد ما دخلوا هاي الغرفة ومازن عنده هاي الكاريزما اللي بتاسرك وبتشحذ طاقاتك وبتعطيك الثقة وبتولد فيك الايجابية. كنت شايف الاحزان والافراح في عيون اعضاء الفرقة الفرحة ظاهرة في اللحظة بس في عمق العيون بتشوف الام غزة او مترتبات على غزة بالتراكم او بالتوالي.
طلب مني مازن اجي معه بعد بكم يوم على محل البدل والقمصان لما يختاروا البدل، استغربت من طلب مازن لاني ما لبست قبل هيك بدلة في حياتي بس طبعا كنت مبسوط بالدعوة وبالثقة ورحت معه وكان المهرجان في محل البدل :) انقي انا ومازن البدل والقمصان والجرافات وكانت بكل معني الكلمة مهرجان والبسمة الصادقة كانت سيدة الموقف وكانت على وجه كل واحد من اعضاء الفرقة بالاضافة للبياعين اللي انبهروا بذوق واخلاق هاي الزباين اللي كانت بتربطهم رابطة وحدة اسمها مازن.
هاي كانت اخر مرة طلعت فيها مع مازن او مشروع مع مازن بس الناتج اللي شفته من هاي الرابطة انه لما مازن توفى في الاردن يوم ٢٥/٥/٢٠٠٩ بسبب سرطان انه اللي عملله العزا في غزة اصحابه او بمعنى اخر من اثر فيهم مازن وغير في حياتهم شيئ له من القيمة ما جعلهم يكترثوا جدا لامره وامر اسرته وعائلته واسمه.
والسلام ختام يا ابوشادي

Wednesday, May 27, 2009

مازن عبد القادر ١

يمكن في حوار من عدة حوارات انا ذكرت مازن عبد القادر ، ويمكن في موقف او اتنين تسنت الك الفرصة انك تشوفه بس الامور كانت كتير سطحية وما كان في مجال تعرفه. ولو عرفت مازن لما شفته بشخصك كنت حتشوفه بمنظورك الخاص لكن شو مازن بمنظوري انا فاسمع اذا حابب تسمع.

صيف ١٩٩٦ غزة في شمال معسكر الشاطئ وما يسمى الشمالي، تم افتتاح مكتبة عامة كجزء من الخدمات اللي بتقدمها مؤسسة القدس للخدمات الاجتماعية اللي قام بانشاءها خديجة عرفات. انا بما اني كنت ليل نهار قاعد في الدكانة فقلت خليني اروح اتفرج على هاي المكتبة واشوف يمكن الاقي اشي جديد، وطبعا انا ما كنت اقرا شي بس كنت حابب اتعرف على الناس الجداد اللي من برة المعسكر لاتعلم منهم اشياء جديدة. وبعد ايام قليلة بدى صبري ينفذ لاني لقيت الناس اللي في المكتبة او المؤسسة متل الناس اللي في المعسكر بس بدل ما يحكوا بالقال بيحكوا بالال ، يعني نفس المشاكل النفسية والكذب والغيرة والكيد والحسد وكل الامراض الاجتماعية اللي انا كنت اعتقد انها فقط في المعسكر.
شو اللي خلاني ابحث عن مكان من غير امراض اجتماعية ممكن تسالني ؟ والجواب انه في ٢١ مارس ١٩٩٥ بدا البث التجريبي لاذاعة اسمها صوت الحب والسلام من رام الله وبدات اسمعها من اول يوم وكل يوم، انا قاعد في الدكان من بعد المدرسة لنص الليل والراديو شغال على هاي الاذاعة وبس فصرت عايش بعالم افتراضي هو اسرة الاذاعة والجو اللي عايش فيه كل من الموظفين والمستمعين، فمن هنا صرت ابحث عن "المجتمع الجميل".
وانا قاعد في المكتبة وبحاول اقنع حالي انه في متعه في المكتبة في الالعاب والكتب هاي اللي عندنا واذا بشاب في منتهى الاناقة ،قميص اصفر كموني وجرافة مشجرة باصفر زيتي وبنطلون على طوله بالزبط وجزمة بنية في قمة الاناقة بس الجرابات حسيتهم بيضحوا لاني متعود تكون لون الجرابات اسود او ابيض وهو كان لابس الوان غريبة فكانت بتضحك بالنسبة الي، وكان لابس نظارات وريحته حلووه وفعلا بتحس انه انسان ابن عز وناس وريحة النضافة بتفوح منه. اجا قعد معنا وحكالنا انه هو من وزارة الثقافة وحابب يسمع صوت اللي بيحبوا يغنوا. صرنا نضحك ، بس بعضنا بدا يغني وانا قلت اذا علشان بدي اتعرف عليه بدي اغني فباغني وغنيت. غنيت مدرسة الحب لكاظم الساهر. كان يسمعلي بكل انساط وكان يحكي مع كل واحد مننا بكل احترام مع انه كان عمري ١٢ سنة تقريبا ومع انه كلنا لما كننا في هاي المؤسسة وفي المعسكر وفي بيتنا وفي كل مكان مش متعودين حد يحترمنا.
انجذبت لهادا الانسان اللي جاي من عالم تاني وصرت حابب اعرفه واعرفه واعرفه واتعلم منه. بدا يعطينا دروس لنعمل كورال ونغني وبعدين صار يجيب اورج علشان يعزف عليه واحنا نغني وبعدين صار يعلمني اورج انا وواحد تاني اسمه احمد. صار مازن يثق فيه ويترك الاورج عندي في الدكان لاتدرب عليه واجيبه في الدرس التاني. مازن صار يقولي ليش ما بتقرا واعطاني مجموعة روايات لمحمود السعدني الولد الشقي في الحارة والولد الشقي في السجن وووو...كان يسافر وييجي وشوية شوية ترك المؤسسة والكورال فصرت انا اروح عنده عالوزارة واذا بي اكتشف انه مهم في الوزارة بس انه كان متواضع جدا معي ومع الكل. عن جد الانسان هادا بيكبر في نظري في كل لحظة كنت اقعدها معه. صرت اروح عنده عالوزارة ويعرفني على الناس ونقعد نحكي ودايما يعلمني اتطلع للامور بسخرية ايجابية. واني اضحك على قدر ما استطيع ومن قعداتي معه في الوزارة صار يناديني اباشرخ وفي اول مرة قعدت معه في الوزارة سالته شو بتحب اناديك لاني كنت متعود اناديه استاذ مازن وطلب مني اترك استاذ هاي فسالته جاوبني ان شا الله تناديني ميزو بيهمني انه الكلمة اللي بتحكيها نابعة من احترام وناديني شو ما بدك.
ويحكيلي عن ايام قطر واخوانه ويحكيلي انه بيحب غزة ويسمعلي بكل جوارحه لما احكي ومرات يكون شايللي شغله واول ما افوت عنده المكتب يقوللي اباشرخ خود شوف هاي ونقعد نضحك على اعلانات في مجلات قديمة انه كيف في الوقت الحاضر بنشوفها تافهه واحيانا كتير كان بدو يعطيني اسطوانات كبيرة لاسمع بس يقوللي اه صح انت ما حتقدر تسمعهم :).
كان عايش مع والده ووالدته وكان في معظم الايام يوصلني عالبيت فكانت السيارة اللي معه اوبل استرا وكالة لونها زيتي وكان ييجي يوقف قدام الدكان شوية وينزل يسلم على ابوي وبعدين يروح. لحد ما مرة كنت بدي اعطيه شغله فقالي وديها عالبيت ماما حتاخدها منك ورحت على البيت ومن اول ما فتحت الباب امه شميت ريحة بيت اسمه بيت عز وامه كانت انسانة قمة في الهدوء والذوق ومن اول لمحة شفتها عن بيتها شفت انها ست ببيت من الطراز الاول من دون ما افوت البيت. وتمنيت اني افوت البيت في ذيك اللحظة ، بس ما مشي الحال في ذاك اليوم.
والي لقاء اخر