Thursday, July 2, 2009

كل واحد بقطينه بيقطن


في مدينة كيتو عاصمة الاكوادور بامريكا الجنوبية، حين وقفت على الشرفة في مطعم يوناني اسمه موزاييك او الفسيفساء، المشهد يجذب الالباب من شدة جماله، المدينة بين مجموعة من الجبال الشاهقة والليل لباس الامسية، والاضواء منثورة على ارتفاعات متباينة ترسم تضاريس الجبال. البيوت منشأة من الاسمنت وفي الغالب من عدة طوابق، الشوارع جدا ضيقة فتكاد تتسع لسيارة او اثنتين بالاكثر لذا انوار الشوارع تضيئ المباني اكثر مما تضيئ الشوارع. اسطح المنازل من القرميد احمر او بني اللون على شكل هرمي. شيئ جديد بالنسبة لي ان هناك فتحات في الاسطح مغطاة بالزجاج لانارة المنازل من الشمس، انارة طبيعية. بينما انا اقف واتامل بعض التفاصيل هنا وهناك لاحظت بيت قريب على مرمى البصر، استطعت ان ارى من يقطنون المنزل من خلال الفتحة الزجاجية.
رايت احدهم يجلس على كنبة وكانه يشاهد التلفزيون واخرون يتحدثون، طاولة صغيرة تتوسطهم عليها طعام لم استطع تحديده، لكن لا احد ياكل منه، اناس ياتون او يذهبون الى هذه الغرفة وحركة نشطة في المكان.
عدت الى طاولتي في المطعم واتممت عشائي ثم ذهب الى الشرفة مرة اخرى، نظرت الى ذات المنزل فوجدت رجل وثلاثة نساء يلبسن معاطفهن ويضعن لفحات حول اعناقهن وياخذون جانب من الاخرين وبدا لي انهم ضيوف على هذه العائلة وآن وقت رحيلهم.
في هذه الجمهرة العائلية تذكرت الروتين اليومي في بيتنا، كل يوم تشاهد مثل هذا المشهد في الصالون بعد العشاء تقريبا، التلفزيون بصوت عالي، احد الاخوة يتناول الغداء وقت العشا لانه لم يكن بالبيت وقت الغداء، اخرين يتحدثون في اي شيئ، جارتنا اتت لتعيد الطبق او رغيفين خبز اخدت مقابلهم في الصباح واخذت القصص تتوالى بينها وبين امي وبين كل قصة وقصة تقول بدي اروح وامي تجيبها خليكي ايش وراكي، ابي يحاول ان يظهر انه مشغول بشئ ما واخ اخر يطلب من اخواتي اخلاء الصالون للحظات الى ان يمروا اصحابه من باب البيت الى غرفته، ابراهيم واحمد يتشاجران على ريموت التلفزيون علما انهما متفقان على قناة سبيس تون لكن كل يحب ان يسيطر على الريموت، عمي زياد يطلب بالتوالي من كل واحد موجود بالصالون ان يقوم ليفتح له صنبور الماء. باختصار حفلة وقايمة كل ليلة، وكل ليلة مغامرة او موضوع او شخصية للامسية. وافضل تلخيص لهاي الحالة مثل امي بتحكيه "كل واحد بقطينه بيقطن- بكسر وتشديد الطاء في بيقطن-" ومعناه كل يغني على ليلاه.
اعتقد انه هادا الفيديو حيعطيك فكرة لو انصتت.

1 comment:

Aziz Mohaisen said...

Cute little Nour. Allah ya7fe6'ha.

Btw, enjoyed reading your "simple" analogy -- which happens to be the case in almost every Palestinian home! Similar "circumstances" generate simple, real, yet rich analogies.