Wednesday, May 27, 2009

مازن عبد القادر ١

يمكن في حوار من عدة حوارات انا ذكرت مازن عبد القادر ، ويمكن في موقف او اتنين تسنت الك الفرصة انك تشوفه بس الامور كانت كتير سطحية وما كان في مجال تعرفه. ولو عرفت مازن لما شفته بشخصك كنت حتشوفه بمنظورك الخاص لكن شو مازن بمنظوري انا فاسمع اذا حابب تسمع.

صيف ١٩٩٦ غزة في شمال معسكر الشاطئ وما يسمى الشمالي، تم افتتاح مكتبة عامة كجزء من الخدمات اللي بتقدمها مؤسسة القدس للخدمات الاجتماعية اللي قام بانشاءها خديجة عرفات. انا بما اني كنت ليل نهار قاعد في الدكانة فقلت خليني اروح اتفرج على هاي المكتبة واشوف يمكن الاقي اشي جديد، وطبعا انا ما كنت اقرا شي بس كنت حابب اتعرف على الناس الجداد اللي من برة المعسكر لاتعلم منهم اشياء جديدة. وبعد ايام قليلة بدى صبري ينفذ لاني لقيت الناس اللي في المكتبة او المؤسسة متل الناس اللي في المعسكر بس بدل ما يحكوا بالقال بيحكوا بالال ، يعني نفس المشاكل النفسية والكذب والغيرة والكيد والحسد وكل الامراض الاجتماعية اللي انا كنت اعتقد انها فقط في المعسكر.
شو اللي خلاني ابحث عن مكان من غير امراض اجتماعية ممكن تسالني ؟ والجواب انه في ٢١ مارس ١٩٩٥ بدا البث التجريبي لاذاعة اسمها صوت الحب والسلام من رام الله وبدات اسمعها من اول يوم وكل يوم، انا قاعد في الدكان من بعد المدرسة لنص الليل والراديو شغال على هاي الاذاعة وبس فصرت عايش بعالم افتراضي هو اسرة الاذاعة والجو اللي عايش فيه كل من الموظفين والمستمعين، فمن هنا صرت ابحث عن "المجتمع الجميل".
وانا قاعد في المكتبة وبحاول اقنع حالي انه في متعه في المكتبة في الالعاب والكتب هاي اللي عندنا واذا بشاب في منتهى الاناقة ،قميص اصفر كموني وجرافة مشجرة باصفر زيتي وبنطلون على طوله بالزبط وجزمة بنية في قمة الاناقة بس الجرابات حسيتهم بيضحوا لاني متعود تكون لون الجرابات اسود او ابيض وهو كان لابس الوان غريبة فكانت بتضحك بالنسبة الي، وكان لابس نظارات وريحته حلووه وفعلا بتحس انه انسان ابن عز وناس وريحة النضافة بتفوح منه. اجا قعد معنا وحكالنا انه هو من وزارة الثقافة وحابب يسمع صوت اللي بيحبوا يغنوا. صرنا نضحك ، بس بعضنا بدا يغني وانا قلت اذا علشان بدي اتعرف عليه بدي اغني فباغني وغنيت. غنيت مدرسة الحب لكاظم الساهر. كان يسمعلي بكل انساط وكان يحكي مع كل واحد مننا بكل احترام مع انه كان عمري ١٢ سنة تقريبا ومع انه كلنا لما كننا في هاي المؤسسة وفي المعسكر وفي بيتنا وفي كل مكان مش متعودين حد يحترمنا.
انجذبت لهادا الانسان اللي جاي من عالم تاني وصرت حابب اعرفه واعرفه واعرفه واتعلم منه. بدا يعطينا دروس لنعمل كورال ونغني وبعدين صار يجيب اورج علشان يعزف عليه واحنا نغني وبعدين صار يعلمني اورج انا وواحد تاني اسمه احمد. صار مازن يثق فيه ويترك الاورج عندي في الدكان لاتدرب عليه واجيبه في الدرس التاني. مازن صار يقولي ليش ما بتقرا واعطاني مجموعة روايات لمحمود السعدني الولد الشقي في الحارة والولد الشقي في السجن وووو...كان يسافر وييجي وشوية شوية ترك المؤسسة والكورال فصرت انا اروح عنده عالوزارة واذا بي اكتشف انه مهم في الوزارة بس انه كان متواضع جدا معي ومع الكل. عن جد الانسان هادا بيكبر في نظري في كل لحظة كنت اقعدها معه. صرت اروح عنده عالوزارة ويعرفني على الناس ونقعد نحكي ودايما يعلمني اتطلع للامور بسخرية ايجابية. واني اضحك على قدر ما استطيع ومن قعداتي معه في الوزارة صار يناديني اباشرخ وفي اول مرة قعدت معه في الوزارة سالته شو بتحب اناديك لاني كنت متعود اناديه استاذ مازن وطلب مني اترك استاذ هاي فسالته جاوبني ان شا الله تناديني ميزو بيهمني انه الكلمة اللي بتحكيها نابعة من احترام وناديني شو ما بدك.
ويحكيلي عن ايام قطر واخوانه ويحكيلي انه بيحب غزة ويسمعلي بكل جوارحه لما احكي ومرات يكون شايللي شغله واول ما افوت عنده المكتب يقوللي اباشرخ خود شوف هاي ونقعد نضحك على اعلانات في مجلات قديمة انه كيف في الوقت الحاضر بنشوفها تافهه واحيانا كتير كان بدو يعطيني اسطوانات كبيرة لاسمع بس يقوللي اه صح انت ما حتقدر تسمعهم :).
كان عايش مع والده ووالدته وكان في معظم الايام يوصلني عالبيت فكانت السيارة اللي معه اوبل استرا وكالة لونها زيتي وكان ييجي يوقف قدام الدكان شوية وينزل يسلم على ابوي وبعدين يروح. لحد ما مرة كنت بدي اعطيه شغله فقالي وديها عالبيت ماما حتاخدها منك ورحت على البيت ومن اول ما فتحت الباب امه شميت ريحة بيت اسمه بيت عز وامه كانت انسانة قمة في الهدوء والذوق ومن اول لمحة شفتها عن بيتها شفت انها ست ببيت من الطراز الاول من دون ما افوت البيت. وتمنيت اني افوت البيت في ذيك اللحظة ، بس ما مشي الحال في ذاك اليوم.
والي لقاء اخر

No comments: