Thursday, May 28, 2009

مازن عبد القادر ٢

أول ما عرفت مازن كان عمري ١٢-١٣ سنة ، اولاد صفي في مدرسة الرمال الاعدادية واهلي واولاد الحارة هاي كل دائرة العلاقات الاجتماعية اللي كنت ادور فيها. مازن بدأ معنا الكورال بس بعد سنة او تنتين من التدريب والتعب والمتابعة كبروا البنات اللي كانوا معنا في الكورال واهلهم بطلوا يبعتوهم عالمؤسسة بعد هيك لانه البنات حتصير اعمارها ١٥ سنة..لسة ما صاروا بس حيصيروا، وهادا يعني انه مش مفروض تضلها البنت تطلع وتنزل ولازم تنضب، هاي هية الثقافة العامة في غزة. وهنا حابب اوضح انه البنات بيروحوا المدارس وبيروحوا الجامعات بعدها بس هاي الامورة مبررة من وجهه نظر الاهل لكن مؤسسة علشان قراءة وأغاني كان الامر يعتبر بشدة ما اله داعي.
كانت هاي المشكلة قاصمة لظهر مازن وطموحه في تكوين فرقة ذات قدرات مميزة، وبالتالي ترك الجمعية بعد ما الجمعية تركته وانا طلعت بمعرفتي اله كصديق واعتقد انه هو كمان بادلني ذات الشعور.
واستمرينا على اتصال سنة بعد الاخرى ومرة يسافر ومرة يقعد في غزة والسنين تركض من حولنا ، وغزة بتتغير بقوة واحنا بنقعد نفس القعدة بس في مكاتب مختلفة لانه الوزارة كانت كل شوية تغيرله مكتبه لانه قسمه كان يعتبر مش مهم فيحطوه كل شوية في مكتب غير، ويضحك مازن ومستمر يحكيلي عن الموسيقيين والملحنين والموسيقى بكل احاسيسه وجوارحه واحيان اخرى نحكي عن اعلانات التلفزيون ونضحك على ذكاء افكار الاعلانات وجمالها ومثلا يقولي شفت اعلان معجون اسنان كولجيت اللي لما شاب بيبتسم للبنت بيخليها تضرب في عمود الكهربا وكيف انه ضربتها في عمود الكهربا طبيعية جدا ويعلق بعد ما يضحك من كل قلبه "اولاد اللزين" كان حرف الذال يحكيه زين وهاي من اثار دراسته بمصر.
كان دايما يحلم انه يعمل الفرقة الموسيقية بغزة ودايما لما تيجي مساعدات الات موسيقية من الدول المانحة كان يوزعها على ناس ومؤسسات كان مقتنع انه ممكن يعملوا اشي ويكونوا نواة لشغل موسيقي معقول في غزة ، بس للاسف مرات كتيرة خاب ظنه والناس اللي وثق فيها اثبتتله عدة مرات انها مش على قدر هاي الثقة.
ودارت الايام وسافر مازن على مصر ليتزوج اميرة واجا على غزة واجت معه اميرة وكانت اسم على مسمى اميرة، وانشغل مازن زيادة ووقته صار ضيق.
كنت اشتغل في صيف ١٩٩٩ في مطعم على بحر غزة (السودانية) تحديدا واجا مازن هو واميرة واخوها ووالدتها ليقعدوا شوية عالبحر، كنت مبسوط كتير بحضورهم مع اني عارف انه المطعم كان دون مستواهم الا اني حاولت على قدر ما استطيع اني اخليهم يقضوا وقت حلو بس بالرغم من اني ما شفت من جميعهم اية عدم راحة الا اني عارف انه كان كل شي دون المستوى.
بديت اسافر برة غزة للامارات وروحات ورجعات وبعدها الجامعة ومازن صار يدرس بالجامعة بالاضافة للوزارة ، كنا دايما على اتصال بس صرت اشوفه في فترات متباعدة لانه صار مازن ابوشادي -وابن البط عوام شادي نهفه متل ابوه- وبهيك صرنا كل وين ووين لتيجي فرصة لاشوف مازن.
في ٢٠٠٤ مازن كان بيشتغل مع وائل اليازجي على فرقة وبدا حلم مازن يتحقق اخيرا، الفرقة صارت تتشكل تقريبا ١٨ شاب وبنت فرقة عزف ودبكة فرقة لتحيي وتحفظ الفلكلور الفلسطيني. كل الشؤون التقنية المتعلقة بالكمبيوتر عند مازن كان يرميها عليه واحتاج اني انزل برنامج موسيقي في الوزارة ورحت وكانت الفرقة كاملة حاضرة. انا قعدت عالكمبيوتر وما بعرف حد ومازن مش فاضيلي فكنت استمتع بالعرض وادرس ما عيني ترى كانها خشبة مسرح وانا بشاهد وبسمع بكل انتباه.
واضح انه الشباب والبنات من خلفيات جدا متباينة من غزة والواضح انه كل فرد منهم عنده الطاقة والحماس لانه يعطي بكل احساسه لهاي الفرقة وكان مازن متل المحرك ، وكان القائد. شفته مازن نفسه الجنتل مان اللي بيفرض احترامه على الجميع شو ما كانت خلفية الطرف الاخر وفي نفس الوقت كان مازن الشاب الكوول والشخص المتواضع والمرن الساخر.
كان النقاش انه في حفلة وانه بدهم يشتريوا بدل وكانوا بيحكوا عن لون البدل والجزم وهاي التفاصيل وكان الكل مجمع على انه مازن هو الزلمة التشخيص فانه هو يختار بس كانوا بعض الشباب يمزحوا وينكشوا ويخففوا دم. نزلت البرنامج واتمنيت اني اكون جزء من هاي الجمهرة العظيمة اللي اسرت قلوب هاي الطاقات واجمعتهم على هدف واحد. الشباب والبنات اللي كانوا موجودين كل واحد ووحدة منهم وراها قصة انسان بما تحتوي من افراح واحزان، ضحكات وجروح، بس تركوا كل هادا خلف ظهرهم مجرد ما دخلوا هاي الغرفة ومازن عنده هاي الكاريزما اللي بتاسرك وبتشحذ طاقاتك وبتعطيك الثقة وبتولد فيك الايجابية. كنت شايف الاحزان والافراح في عيون اعضاء الفرقة الفرحة ظاهرة في اللحظة بس في عمق العيون بتشوف الام غزة او مترتبات على غزة بالتراكم او بالتوالي.
طلب مني مازن اجي معه بعد بكم يوم على محل البدل والقمصان لما يختاروا البدل، استغربت من طلب مازن لاني ما لبست قبل هيك بدلة في حياتي بس طبعا كنت مبسوط بالدعوة وبالثقة ورحت معه وكان المهرجان في محل البدل :) انقي انا ومازن البدل والقمصان والجرافات وكانت بكل معني الكلمة مهرجان والبسمة الصادقة كانت سيدة الموقف وكانت على وجه كل واحد من اعضاء الفرقة بالاضافة للبياعين اللي انبهروا بذوق واخلاق هاي الزباين اللي كانت بتربطهم رابطة وحدة اسمها مازن.
هاي كانت اخر مرة طلعت فيها مع مازن او مشروع مع مازن بس الناتج اللي شفته من هاي الرابطة انه لما مازن توفى في الاردن يوم ٢٥/٥/٢٠٠٩ بسبب سرطان انه اللي عملله العزا في غزة اصحابه او بمعنى اخر من اثر فيهم مازن وغير في حياتهم شيئ له من القيمة ما جعلهم يكترثوا جدا لامره وامر اسرته وعائلته واسمه.
والسلام ختام يا ابوشادي

No comments: